أسيرة الصمت... @ مشرفة المنتدى الاجتماعي @
عدد المساهمات : 130 شكرا : 0 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 المزاج : راااااااااايقه
| موضوع: رمضان فرصة للتغيير الجذري الأحد 16 أغسطس 2009 - 0:35 | |
| رمضان ... فرصة للتغيير الجذري/ عاهد ناصرالدين
قبل أيام ودعنا شهر رجب؛شهر الذكريات،شهرالإسراء والمعراج، وشهر خروج رسول الله عليه السلام في غزوة تبوك، وشهر اليرموك، وشهر دخول المسلمين إلى دمياط بعد جلاء الصليبيين عنها، وشهر فتح بيروت وتحريرها من قبضة الصليبيين، وشهر دخول السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي إلى القدس الشريف، بعد ثمانية وثمانين عاما من الإحتلال الصليبي، في شهر رجب قام العاملون لإعادة الخلافة الإسلامية بالأعمال الجليلة التي ألهبت مشاعر المسلمين وأقضت مضاجع الكفار في معظم أنحاء العالم ؛ فقد اجتاحت المؤتمرات والندوات والمسيرات القارات كلها،مما حرك علماء الأمة الإسلامية المخلصين، ودفعهم لحضور مؤتمر العلماء الذي عقد في جاكرتا مؤخراً، وحضره سبعة آلاف عالم،والذي يعتبر الأول من نوعه في مسيرة الدعوة إلى الخلافة، بعد أن رجع العلماء الأفاضل إلى أقوامهم بغير الوجه الذي غادروهم فيه، وقد عاهدوا الله على العمل مع العاملين لإعزاز هذا الدين وإقامة خلافة المسلمين ، حامية ذمار المسلمين وحافظة الدين . ودعنا شهر رجب ، وها نحن نقترب من شهر رمضان ، لقد تجاوز استعداد المسلمين لاستقباله كلّ ما هو مألوف في التعامل مع العبادات التي تصقل شخصية المسلم وتهذبه،وتدعم صلته بالله -تعالى-. هذا يعني أن علينا أن نتلمّس ما تتركه عبادة الصيام من تأثير في جوهر الصلة بالله،والذي يقوم على الإخلاص وحبِّ الله –تعالى- ورجائه والشوق إليه والحياء منه، والسعي الصادق والدؤوب في تلمّس مراضيه، وإن الذي يصوم رمضان، ويقوم لياليه، ويرتاد المساجد فيه،ويقرأ القرآن الكريم ويتدبره جدير بأن يشعر بأن تغييرا قد طرأ على ذاته . إن ثمرة الصيام يجب أن تظهر في حسن عبودية المسلم لله –عز وجل- على صعيد الرجاء والخوف والثقة والتذلّل والحب والولاء والبراء، وعلى صعيد السلوك العملي من الإلتزام بحدود الله –تعالى- والعمل بآداب الشريعة الغراء. ولكن هنا يجب أن نسطر هذ ه الحقيقة المؤسفة وهي أن معظم وسائل الإعلام، تقوم بتشويه الوجه الحقيقي لرمضان، وتغيير ملامح رسالته للأمة، وذلك عن طريق تصويره للناس بأنه ضيفٌ ثقيل، يحتاج مستضيفوه إلى الكثير من الترويح عن النفس حتى يستطيعوا تحمّل وطأته، وحتى يمر بسلام . والأدهى والأمر أن الإستعدادات تجري على قدم وساق للتزاحم على أبواب رمضان قبل قدومه بأشهر؛فقد نشرت وسائل الإعلام أن الفنانات يتزاحمن على أبواب رمضان . هذا الوضع الأليم الذي تعيشه الأمة الإسلامية هل تغيِّره الفنانات في شهر رمضان أم يزيده تعقيدا ودواما وفسادا وإبعادا للأمة عن دينها ؟ ولصالح من هذا التوجه ؟؟ ومن الذي يدعمه ؟؟ فموضوعات هذه العام ستكون (جريئة) في تناولها لقضايا مثل الفساد السياسي والإجتماعي والتطرف الديني . فمن هو الذي يروج لفكرة محاربة "التطرف الديني " غير الغرب ؟ ومن الذي يحارب الإسلام والمسلمين غير الغرب ؟ الحقيقة أن كل هذا يجري في ظل الصراع الدائر بين الكفر والإيمان والحق والباطل، وفي ظل تحكم الدول الكافرة في بلاد المسلمين، وفي ظل الأنظمة الحاكمة التابعة للغرب، وفي ظل ازدياد اندفاع الأمة الإسلامية وتوجهها نحو فهم الإسلام من نبعه الصافي القرآن والسنة، وفي ظل ازدياد توق الأمة للعيش في ظل الخلافة، وفي ظل قوة الإسلام القادمة والتي يتحدث عنها الأعداء في الغرب بشكل مستمر تحت عناوين الخط الأيديولوجي الإسلامي أو الإسلام السياسي أو الجهاد ؛ فإننا نرى ونسمع ما يبثه الإعلام لحرف الأمة عن توجهها ومسارها الصحيح. من أجل ذلك تلجأ شياطين وسائل الإعلام إلى إلهاء الأمة عن توجهها وإلى التحريف والتضليل وليِّ أعناق المعلومات حتى تتلاءم مع الأهداف التي وضعتها الجهات الداعمة والمسيطرة والمالكة للمؤسسات الإعلامية. وإن من أخطر ما يقوم به الإعلام في هذه الحرب الشرسة على الإسلام والمسلمين إدخالَ أفكار الكفر كالديموقراطية والقومية والوطنية والترويجَ للإختلاط والرذيلة والدعوةَ لتحرير المرأة وأضرارِ الزواج المبكر – على حد زعمه - وأضرارِ كثرة الإنجاب، ونشرَ الحريات، والدعوةَ لإزالة الحواجز بين الجنسين وحقوق الطفل والإنسان،ولا ننسى أنها تعمل على إحباط وإجهاض كل عمل يفيد ويُنهض الأمة الإسلامية، حتى تبقى الأمة الإسلامية وبلاد المسلمين تبعا للكفار. وأمر آخر تقوم به وسائل الإعلام هو تصوير رمضان على أنه مناسبة كبرى وطويلة للهو والتمتّع بأصناف الأطعمة والسهر ولعب الورق وتجمعات المراهقين والشباب في الشوارع . إن صاحب البصيرة يرى أن هذا الشهر الكريم هو فرصة عظيمة لمن يوفقه الله –تعالى- لصيامه وقيامه؛ ومن هنا كان كثير من السلف يدعون الله –تعالى- ستة أشهر قبل قدوم رمضان أن يبلِّغهم رمضان، فإذا انتهى رمضان دعوا الله –تعالى- أن يتقبل منهم صيامه. وهل تعلمون ما هو شهر رمضان ؟ شهر رمضان الذي قال الله تعالى فيه :- {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان}البقرة 185 . في رمضان اُنزل القرآن حبل الله المتين ،وفيه تحققت العديد من الإنتصارات ؛ ففي رمضان كان انتصار المسلمين يوم بدر ،، وفيه منّ الله على المسلمين بفتح مكة ،، وفيه كانت "عين جالوت" التي انتصر فيها المسلمون انتصارا عظيما على "التتار" ،، وفيه كان فتح عمورية بين المسلمين بقيادة المعتصم وبين الروم، وذلك بعد أن استنجدت امرأة بالمعتصم فصرخت 'وامعتصماه' فسمع المعتصم بالخبر وجهز جيشا وفتح عمورية،، وفيه انتصر نور الدين زنكي على الصليبيين وفيه استرجع بيبرس أنطاكية من الصليبيين وفيه فتح المسلمون مدينة بلغراد. شهر رمضان قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ) رواه الترمذي . فهل جعلنا من رمضان هذا العام بوابة للتغيير الجذري في حياة المسلمين ،بل في حياة البشرية لعودة الإسلام لقيادة العالم من جديد، والسير نحو العزة والتمكين. { يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِين}. __________________ | |
|